Saturday, October 25, 2008

الدين البهائي

يعتبر الدين البهائي أحدث حلقة ضمن سلسلة الاديان العالمية المستقلة، فميثاق الله للبشرية منذ بدء الخليقة هو إرسال الرسل والأنبياء هادين ومرشدين، مبشرين ومنذرين رحمة بعباده ورأفة بمخلوقاته، وهذا ما يدلل عليه إرسال الرسل والأنبياء منذ الأول الذي لا أول له وسيستمر إلى الاخر الذي لا آخر له ما دامت البشرية قائمة على وجه البسيطة. فرسل الله هم الذين نقلوا المجتمع الإنساني من مرحلة إلى أخرى من التطور الروحاني والفكري والمادي، وبروح تعاليمهم تكونت الحضارات على مر العصور في التاريخ، وتقدمت العلوم والفنون والصنائع والاكتشافات والاختراعات التي أصابت البشرية في كل شؤونها. إنها حضارة دائمة التقدم والتطور. فالدين الإلهي هو العروة الوثقى التي لا انفصام لها، وهو الذي يعيد وصل الفرد بخالقه وصلاً حقيقياً بعد طول انقطاع، وينير له دربه المظلم بعد طول ترقب وانتظار.....


لقد خُلق الإنسان في أحسن تقويم، ومقامه عظيم لو سمح لعقله أن ينير قلبه بمحبة لله حقيقية حتى إنه لَيرى في كل مخلوقاته وجه الله، عندها سيجد في قلبه مكاناً للجميع من كل لون وجنس وعقيدة بلا استثناء. هذا هو جوهر الرسالة الإلهية، أن تصنع إنساناً على هذه الشاكلة، وتؤلف بين القلوب وتشكّل مجتمعاً يحكي عن صفات الله. فدين الله واحد إلا أن شرائعه متعددة تبعاً لحاجة الإنسانية المتغيرة ومدى قابلياتها واستعدادها في مرحلة من المراحل. فكلمة الله، وإن خبا بريقها في القلوب بعد مدة مقدّرة بمشيئة الله، إلا أن هذا البريق يتجدد بتقدير إلهي أيضاً بكلام إلهي جديد يعيد للإنسان إنسانيةً جُبل عليها، وفي مكنوناته فضائل إلهية يجب أن تظهر بفعل الكلمة الإلهية المحيية للقلوب والأرواح حتى تظهر معها عظمة الخالق وفضائله.

No comments: