Sunday, November 14, 2010

العدل هو المطلب الأساسى لكل بهائى مصرى

العدل هو المطلب الأساسى لكل بهائى مصرى , هل الطلب صعب التحقيق فى مصر؟

مقالة جميله للأستاد محمود عرفات ............المواطنة هى الحل

على موقع الازمة كتب الاستاذ محمود عرفات مقالة من جزئين تم نشر الجزء الثانى 14-11-2010

أضحكتني مؤسسة الأزهر والله.. أنا أدرك أنها مؤسسة لا تمثل دومًا الوسطية كما نتخيل، بل هي مؤسسة التجديد والتطوير والاجتهاد ببعض علمائها، وفي نفس الوقت مؤسسة النقل والجمود ونفاق السائد بعلماء آخرين ونظرة واحدة إلى تاريخ الأزهر المعادي لمحمد عبده وطه حسين وعلي عبد الرازق وكل من فكر فقط مجرد تفكير في أي شيء يخالف السائد، أما أن تصدر فتوى وتصير مبرر الوضع المضحك هذا فهي النكتة بحق، إذ أن الفتوى كانت تقول بأن كل من ينضم للبهائية من المسلمين مرتد، والمسألة تبدو منطقية فهي ديانة تعاكس الإسلام، لكن الآن وجدنا من يفسرها كالآتي: لو أبوك وجدك وجد جدك بهائيون فأنت مسلم مرتد؟؟

ببساطة تم تفسيرها على أن من يؤمن بها ولو من أسرة بهائية فهو مرتد.. وبالطبع سار قطيع الكارهين لكل شيء وراء هذا بكل حماس وكعادته صمت الأزهر بعد تردُّد فهو يدرك مضمون فتواه التي تتناول المسلم الذي يرتد بإيمانه بالبهائية ولا تشمل صاحب الأصل البهائي (وهذا لا يحتاج شرحًا لمن له عقل ويستطيع التفكير)، وحاول البعض الضحك علينا بالقول إنهم مرتدُّون لقوله بإيمانهم بالإسلام كذلك فهم مسلمون ثم إيمانهم بالبهائية (الإيمان البهائي يشمل الاعتراف بالإسلام دينًا سابقًا للبهائية)، وبالتالي فهم مسلمون يؤمنون بالبهائية والرد بسيط:

المسلم هو من يؤمن بالإسلام كآخر الديانات ومحمد صلى الله عليه وسلم آخر الرسل وهم لم ولن يؤمنوا بهذا أبدًا حتى في مفهومهم للإسلام، وبالتالي فهم لم يكونوا أصلاً مسلمين، وكما ذكرت تقاعس الأزهر عن التدخُّل وراح بعدها يتدخل لكن بالاتجاه المعاكس. ببساطه راح يؤكد معنى لم تتضمَّنه الفتوى ورؤية لا يحملها الأزهر وراح يحرِّض على قتل المصريين البهائيين بكل بساطة لأنهم بهائيون. فقط لهذا السبب الأخطر أنه راح يروِّج لفكرة تحالفهم مع اليهود وصهيونيتهم، أي يسب ويقذف كل مصري بهائي بصورة تكفل لكل بهائي في العالم حق رفع دعوى سب وقذف ضد الأزهر، وسرعان ما باتت سبوبة الأزهر تحريضًا علنيًّا على قتل البهائيين نظرًا إلى فراغ الساحة مع استيلاء المتأسلمين على الفكر الشعبي ومصادرة العقل وانبطاح المثقفين وموت الأحزاب أو مشاركته للأزهر في احتفالية قتل البهائيين.

*تخيلوا معي الآتي: أوروبا وأميركا المسيحيتين تعجبان بالتدين الشديد لدينا ببركة الأزهر وفتواه وتقرِّران تقليدنا فتتجهان لشعوبهما قائلتين:

أيتها الشعوب المسيحية هناك دين يسمى الإسلام أفتى بابا الفاتيكان لكم أنه دين يحرِّف تعاليم مستقرة بالكتاب المقدس (نفس الرأي من الإسلام للبهائية) ويغيرون طبيعة المسيح الإلهية ويقولون إن المسيحية ليست آخر الديانات (نفس القول من الإسلام للبهائية)، كما تجرَّأ هؤلاء المسلمون وارتدوا عن المسيحية فهم يقولون بإيمانهم بها كإيمانهم بالإسلام وبالتالي فهم مرتدون، ولكننا يجب أن نكون رحماء فلا نمنع عنهم الحق في الحياة كما يطالب بعض رجال الدين المسيحي عندنا بقتلهم (أغلب الأزهريين يطالبون بقتل البهائيين) أو كما يرى مثقفونا كذلك بقتلهم (جمال عبد الرحيم نموذجًا لطلب قتل البهائيين) أو رؤية البعض بسجن المسلمين (يوسف البدري يرى الاكتفاء بسجنهم). نحن سنتعامل مع المسلمين بإغلاق مساجدهم ومنعهم من شعائرهم فقط (حكم الدستورية 1975 بتأييد غلق المحافل البهائية والاستيلاء على أموالها) وهكذا لا نعارض حرية الدين فنحن لم نؤذِ أحدًا، بل فقط منعنا شعائر تؤذي النظام العام المسيحي!

لو حدث هذا سنعتبرها حربًا مقدسة ونسب الذين يشعرون بالغيرة من تفوقنا العظيم جدًّا عليهم مما أعجزهم فضيَّقوا علينا ديننا، الله أكبر فلنقتلهم جميعًا هؤلاء الكفرة… ما رأيكم؟.. هل نطلب تعميم التجربة؟

*مستقبلاً سيتم تعميم تلك النظرية على كل أصحاب الديانات الأخرى (نظرية التعامل مع البهائيين) وعلى رأسها المسيحية، ولنا في إرهاب السبعينات والثمانينات والتسعينات نموذج، فهو كان موجهًا ضد الكنائس ومتاجر المصريين المسيحيين بلا سبب إلا كفرهم وحِلة أموالهم وليس ضد البهائيين، بالطبع سيقول قارئ: كلا الأمر مختلف فأرد: والله لا يختلف أبدًا، فالمتطرِّف يقتات من تطرفه ويحيا به وليس له من دونه مصدر حياة ولا يمكن أن يحكمنا فكر أو فرد أو مجموعة متطرفة دون أن تفرز الأسوأ والأكثر تشددًا وطبيعة النظم التي تتالت باسم الإسلام حكمًا وإدارةً تشي بهذه الحقيقة سواء في أفغانستان أو إيران أو السودان.

ختامًا:

نحن مصريون مدنيون في دولة مدنية لنا جميعًا حق المواطنة، لا تنازل عنه ولا ردَّة عن مبادئنا.

إن الأخطار لا تأتي أبدًا بتخطيط من الخارج دون ظروف مهيِّئة من الداخل.

لا صراع بين الدين والوطن، بل تكامل بين المادة والروح.

للوطن حقوق وللدين رأي كلاهما متكامل فقط إن أبصرت القلوب.

المواطنة هي الحل.