عن سماحة الحضارة الأسلامية واحتضانها لكل أنواع البشر ورعايتها لكل الأديان يقول عزت بيجوفيتش: .." فى عهد الخليفة المأمون وُجد فى أنحاء الخلافة الإسلامية أكثر من أحد عشر ألف كنيسة ، ومئات المعابد اليهودية .. بل ومعابد عبدة النار ، وأصبحت الجامعة النظّامية التى أسست سنة 1065م نموذجا أتّبعته المراكز العلمية فى كبرى مدن الخلافة ، وكانت تدرس علوم القرآن والحديث والفقه وعلم اللغة والأدب والتاريخ وعلم حضارات الشعوب والآثار والفلك والرياضيات والكمياء والفزياء والموسيقى والهندسة.."إنتهى
وأيضا يقول: حكم الأسلام العالم خمسمائة سنة ( من 700-1200م )بمحض تفوقه الحضارى على الأمم الأخرى فقط .. حيث "كان الخليفة الناصر فى مدينة مراكش يتباحث مع الفليسوف ابن رشد فى فكر أرسطو وأفلاطون ، فى وقت كان أمراء ونبلاء الدول الغربية يتفاخرون بأنهم لا يعرفون القراءة أو الكتابة "... وكان الخليفة الحاكم الأموى يمتلك مكتبة تضم ّبين جنباتها 400 ألف مجلد ، بينما رأينا ملك فرنسا كارلو الخامس الملقب بـ "المعلم" يفتخر بعد ذلك بأربعمائة سنة بمكتبته التى تكونت من حواليْ ألف مجلد فقط .. ويذكر اليعقوبى أنه أحصى سنة 891 م أكثر من مائة مكتبة فى بغداد وحدها . ويضيف ريسلر قائلا: " لم يكن أحد من أغنياء المسلمين ليقوى على إمساك ماله عن الأنفاق فى العلم والأدب والفنون. وتزويد المكتبات العامة والخاصة بالكتب حتى قيل أن خزانة مكتبة مدينة النجف الصغيرة فى العراق كانت تحتوى على ما يزيد عن 40 ألف مجلد .. واحتوت مكتبة أبى الفداء وهو أحد الأمراء الأكراد فى حماة على 70 ألف مجلد ، ومكتبة المؤيّد فى جنوب الجزيرة العربية أكثر من 100 ألف مجلد، ومكتبة مراغة على400 ألف مجلد ، وكانت عناوين الكتب الموجودة فى مكتبة مدينة الرِّى مدونة فى عشر سجلات من الفهارس الضخمة ... أما أكبر مكتبة على الإطلاق فى العالم وقتذاك فقد كانت مكتبة العزيز بمدينة القاهرة حيث كانت تحتوى على مليون وستمائة ألف (1,600,000 ) مجلد ، منها 6,500 مجلد فى الرياضيات وحدها و 1,800مجلد فى الفلسفة : وأما مكتبة مدينة بُخارى فقد وصفها الفليسوف الشهير ابن سينا بقوله :"رأيت كتبا لا وجود لها فى أى مكان بالعالم ...!" وفى معرض ذكره للحاكم العظيم فى الأندلس الإسلامية عبد الرحمن الأول ومحاولته جمع العلماء من مختلف الأجناس فى الجزء الغربى من الخلافة الإسلامية (من العرب والبربر والمرابطين والأندلسيين ) يقول ريسْلر : "إن هذا الهدف كان فى حقيقة أمره حركة استطاعت عبر القرون اللاحقة النهوض بالأندلس الأسلامية إلى ذروة الحضارة البشرية .. وعند وفاة الخليفة عبد الرحمن الأول سنة 788م كانت الأندلس الأسلامية قد أضاءت عالم الغرب بأنوار العلوم والشعر والفنون الهندسية ."
سجل لنا التاريخ مختلف أنواع الحضارات من يهودية ومسيحية وإسلامية ونحن الأن على أعتاب حضارة إنسانية دائمة التقدم فى ظل هداية إلهية مستمرة..
No comments:
Post a Comment