Sunday, March 22, 2009

حدوتة الشجرة‏...‏ وعيد الأم بقلم : وجدي رياض

هي حدوتة جميلة‏...‏ تحكيها الأساطير‏...‏ وترويها الأجيال‏,‏ ويتعاظم دورها في هذه الأيام التي أدار فيها الأبناء ظهورهم لأولياء أمورهم‏,‏ بل وبلغ الأمر مداه عندما نجد عقوق الأبناء وجحودهم وإنكار الجميل‏...‏ ونقدمها للأبناء بمناسبة عيد الأم الحدوتة تقول‏:‏ كانت هناك شجرة تفاح يانعة مثمرة يفوح منها عطر الثمر‏,‏ وكان هناك طفل صغير بريء يلعب حول هذه الشجرة كل يوم‏,‏ كان الطفل يتسلق اغصان الشجرة ويأكل من ثمارها‏...‏ وفي بعض الأحيان يغفو قليلا في أحضان أغصانها‏...‏ ويستظل بظلهاكان يحب الشجرة‏..‏ وكانت الشجرة تبادله الحب واللعب‏...‏ مر الزمن‏,‏ والطفل يكبر والشجرة تطرح أجمل ثمارها‏,‏ وأصبح الطفل لا يلعب حول الشجرة كما كان صغيرا‏...‏ وفي أحد الأيام عاد الصبي إلي الشجرة وكان حزينا مهموما نادت عليه الشجرة‏...‏ وقالت له‏:‏ تعال‏...‏ العب معي‏..‏ أجابها الصبي‏...‏ أنا لم أعد صغيرا لألعب حولك‏,‏ أنا أريد اللعب مع أصدقائي‏,‏ وأحتاج إلي بعض النقود لأشتري بعض اللعب‏...‏أجابته الشجرة بحب شديد‏...‏ أنا لا أملك نقودا‏...‏ ولكن يمكنك أن تأخذ كل ثماري من التفاح الذي أحمله فوق ظهري لتبيعه‏,‏ ثم تحصل منه علي ما تريد من أموال لتشتري ما تبغيه‏...‏ كان الصبي سعيدا للغاية‏,‏ تسلق الشجرة‏,‏ وجمع كل ثمار التفاح التي عليها‏,‏ وغادر الشجرة إلي السوق سعيدا‏...‏ بما حصده من أموال‏.‏ومرت الأيام‏....‏ ولم يعد الصبي إلي الشجرة‏....‏ مما أصابها بالحزن‏.‏وذات يوم عاد الصبي وقد أصبح رجلا جميلا يافعا‏...‏ وفرحت الشجرة بعودته سالما وقالت له‏...‏ هل ستلعب معي؟‏..‏واجابها علي الفور‏:‏ لم يعد لدي من الوقت لكي ألعب معك‏...‏ ثم إنني أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة‏....‏ وأنا الآن مهموما بمشاكلي وأحتاج إلي بيت يأويني ويأوي أسرتي‏...‏ هل أجد عندك مساعدة أجابت الشجرة‏...‏ أنا ليس عندي مأوي لك‏...‏ ولكن يمكنك أن تنزع جميع أغصاني لتبني لك بيتا‏...‏ وعلي الفور أخذ الرجل كل أغصان الشجرة‏,‏ وغادرها سعيدا بما حصل‏...‏ وكانت الشجرة سعيدة بما أعطت‏..‏ وذهب الرجل ولم يعد كعادته وترك الشجرة وحيدة بلا ثمار ولا أغصان‏..‏وفي أحد أيام الصيف الحارة‏,‏ عاد الرجل إلي الشجرة في منتهي السعادة‏,‏ وهتفت الشجرة بسعادة ونادت عليه لكي يلعب معها‏...‏ فقال لها الرجل‏....‏ لقد تقدمت في العمر‏...‏ وأريد أن أن أبحر بعيدا‏,‏ أريد أن أصنع مركبا أبحر به بحثا عن أرض تمنحني السعادة والرزق‏.‏وأجابته الشجرة‏...‏ خذ جذعي لبناء مركب تبحر‏,‏ وتصنع به سعادتك‏...‏ وسافر الرجل مبحرا بمركبة منحته الأمان في رحلة المخاطر والسعادة‏...‏ وغاب زمنا طويلا كعادته‏,‏ واخيرا عاد‏...‏ واقترب من الشجرة‏...‏ فقالت له آسفة يا ابني‏...‏ لم يعد عندي ما أملكه‏...‏ ولم يعد عندي شيئ أعطيه لك‏...‏ لم أعد أملك ثمار التفاح‏....‏ ولم يعد لدي أغصان لتتسلقها‏,‏ وفقدت كل ما أملك حتي جذعي‏,‏ وبكت لأن كل ما تبقي لديها عبارة عن جذور ميتة‏.‏أجابها‏...‏ كل ما أحتاجه الآن هو مكان لاستريح فيه من تعب السنين‏,‏ أجابته جذور الشجرة العجوز‏...‏ عندي أنسب مكان للراحة‏...‏ جلس الرجل إليها وجذور الشجرة العجوز سعيدة‏..‏ والدموع تملأ ‏عينيها‏....‏ . إنتهت الحدوته
‏هل تعرف من هي هذه الشجرة إنها أمك وأبوك ‏أحبهما تسعد العمر كله ‏‏

No comments: