هي حدوتة جميلة... تحكيها الأساطير... وترويها الأجيال, ويتعاظم دورها في هذه الأيام التي أدار فيها الأبناء ظهورهم لأولياء أمورهم, بل وبلغ الأمر مداه عندما نجد عقوق الأبناء وجحودهم وإنكار الجميل... ونقدمها للأبناء بمناسبة عيد الأم الحدوتة تقول: كانت هناك شجرة تفاح يانعة مثمرة يفوح منها عطر الثمر, وكان هناك طفل صغير بريء يلعب حول هذه الشجرة كل يوم, كان الطفل يتسلق اغصان الشجرة ويأكل من ثمارها... وفي بعض الأحيان يغفو قليلا في أحضان أغصانها... ويستظل بظلهاكان يحب الشجرة.. وكانت الشجرة تبادله الحب واللعب... مر الزمن, والطفل يكبر والشجرة تطرح أجمل ثمارها, وأصبح الطفل لا يلعب حول الشجرة كما كان صغيرا... وفي أحد الأيام عاد الصبي إلي الشجرة وكان حزينا مهموما نادت عليه الشجرة... وقالت له: تعال... العب معي.. أجابها الصبي... أنا لم أعد صغيرا لألعب حولك, أنا أريد اللعب مع أصدقائي, وأحتاج إلي بعض النقود لأشتري بعض اللعب...أجابته الشجرة بحب شديد... أنا لا أملك نقودا... ولكن يمكنك أن تأخذ كل ثماري من التفاح الذي أحمله فوق ظهري لتبيعه, ثم تحصل منه علي ما تريد من أموال لتشتري ما تبغيه... كان الصبي سعيدا للغاية, تسلق الشجرة, وجمع كل ثمار التفاح التي عليها, وغادر الشجرة إلي السوق سعيدا... بما حصده من أموال.ومرت الأيام.... ولم يعد الصبي إلي الشجرة.... مما أصابها بالحزن.وذات يوم عاد الصبي وقد أصبح رجلا جميلا يافعا... وفرحت الشجرة بعودته سالما وقالت له... هل ستلعب معي؟..واجابها علي الفور: لم يعد لدي من الوقت لكي ألعب معك... ثم إنني أصبحت رجلا مسئولا عن عائلة.... وأنا الآن مهموما بمشاكلي وأحتاج إلي بيت يأويني ويأوي أسرتي... هل أجد عندك مساعدة أجابت الشجرة... أنا ليس عندي مأوي لك... ولكن يمكنك أن تنزع جميع أغصاني لتبني لك بيتا... وعلي الفور أخذ الرجل كل أغصان الشجرة, وغادرها سعيدا بما حصل... وكانت الشجرة سعيدة بما أعطت.. وذهب الرجل ولم يعد كعادته وترك الشجرة وحيدة بلا ثمار ولا أغصان..وفي أحد أيام الصيف الحارة, عاد الرجل إلي الشجرة في منتهي السعادة, وهتفت الشجرة بسعادة ونادت عليه لكي يلعب معها... فقال لها الرجل.... لقد تقدمت في العمر... وأريد أن أن أبحر بعيدا, أريد أن أصنع مركبا أبحر به بحثا عن أرض تمنحني السعادة والرزق.وأجابته الشجرة... خذ جذعي لبناء مركب تبحر, وتصنع به سعادتك... وسافر الرجل مبحرا بمركبة منحته الأمان في رحلة المخاطر والسعادة... وغاب زمنا طويلا كعادته, واخيرا عاد... واقترب من الشجرة... فقالت له آسفة يا ابني... لم يعد عندي ما أملكه... ولم يعد عندي شيئ أعطيه لك... لم أعد أملك ثمار التفاح.... ولم يعد لدي أغصان لتتسلقها, وفقدت كل ما أملك حتي جذعي, وبكت لأن كل ما تبقي لديها عبارة عن جذور ميتة.أجابها... كل ما أحتاجه الآن هو مكان لاستريح فيه من تعب السنين, أجابته جذور الشجرة العجوز... عندي أنسب مكان للراحة... جلس الرجل إليها وجذور الشجرة العجوز سعيدة.. والدموع تملأ عينيها.... . إنتهت الحدوته
هل تعرف من هي هذه الشجرة إنها أمك وأبوك أحبهما تسعد العمر كله
No comments:
Post a Comment