أما العصر الحديث والدول الحديثة، والتى تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والحكم فيها يستند إلى الجماهير وليس لحقوق إلهية أو ملكية، فإنها قد حلت مشكلة الأقليات بقوانين المواطنة التى تساوى فى الحقوق والواجبات بين مختلف السكان بلا تمييز على أساس الدين أو النوع أو العرق أو غيرها، كما حلت مشكلة الأقليات فى الحكم والبرلمان بأحد طريقين: الأول الأخذ بالنظام العلمانى الذى لا يهتم بعقائد الناس فى التوظيف والترشيح والانتخاب وتولى المناصب كبيرة كانت أو صغيرة، والثانى الأخذ بنظام المحاصصة (الكوتة)، أى يتم تمثيل المواطنين تبعا لدياناتهم فى الوظائف والبرلمان وغيره بنسب تتسق مع أعدادهم فى المجتمع، وهكذا حصلت الأقليات على حقوقها، وعاشت فى وئام وسلام مع الأغلبية،
وأصبحت هناك آليات محترمة لصيانة تلك الحقوق أو تعديلها إذا لزم الأمر، ومن هنا فإننى كمسلم أتمنى أن تعيش الأقليات المسلمة مهما كانت أعدادها متناهية الصغر فى جميع دول العالم فى وئام مع أغلبية تحترم عقيدتها وتراثها وطقوسها وتعطيها الحق فى إقامة شعائرها وبناء مساجدها، وتعطيها الحق فى بناء مدارس تدرس لأبنائها المسلمين عقيدتهم وتراثهم ولغتهم وتاريخهم وفنونهم وتعطيها الحق بأن يكون لها ممثلون فى البرلمان والوزارة ومختلف المناصب الكبرى، وهنا أقول للمعترضين على ما كتبت إن هذا بالتحديد ما دفعنى للكتابة دفاعاً عن حق البهائيين فى المواطنة، وأظن أن الإنصاف يحتم علىّ أن أعطى الناس من الحقوق، ما أطالب به لأهلى وعشيرتى، ودون ذلك لا يكون هناك سوى الازدواجية والفصام والكيل بمكيالين والتعصب البغيض والكراهية المقيتة التى تشعل فى الأوطان ناراً لا تبقى ولاتذر.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=89284
No comments:
Post a Comment