مقالة واقعية عن مشاكل الوطن بقلم أكرم القصاص نشرت فى اليوم السابع
ومع أن الدستور ينص على «حرية الاعتقاد» فإن هذا الأمر لا يبدو واضحا لدى كثير من المواطنين الذين يعتبرون أنفسهم أغلبية وبالتالى من حقهم أن يمارسوا ضرب وحرق ومنع المختلفين معهم. مثلما جرى فى قرية الشورانية بسوهاج عندما تحرك أهالى القرية وحرقوا منازل 4 من سكان القرية لأنهم بهائيون، بعد أن شاهدوا برنامج الحقيقة فى قناة دريم ورأوا جمال عبدالرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين، يتهم البهائيين بالكفر والردة، هجموا على منازلهم وحرقوها فى مشهد من القرون الوسطى، بالرغم من أن البهائيين موجودون منذ سنوات ويمارسون حياتهم وعلاقاتهم مع باقى السكان منذ 13 عاما. لم يتوقف أحد منهم ليسأل عن الضرر الذى يسببه وجود أى شخص يعتنق عقيدة أخرى غير الإسلام، فالبهائيون موجودون فى مصر منذ بداية القرن ولهم معتقداتهم التى يؤمنون بها، ولم تتسبب فى يوم من الأيام فى الإضرار بعقائد الآخرين. مشكلتهم ظهرت مع بطاقات الرقم القومى وانتهت بحكم قضائى يمنحهم حق وضع شرطة مكان خانة الديانة.
لا تكفى الحلول الوقتية لمواجهة القنابل ونزع فتائلها، قانون لدور العبادة أو تصريح ببنائها، لكن فى نظام جديد يقوم على العدالة وينهى حالة الاحتكار للسياسة والثروة، ويقوم على المواطنة ويوقف المظالم والتفرقة العنصرية والتمييز ضد الأغلبية الفقيرة من المصريين, حرية الاعتقاد بما فيها الحق فى تغيير الدين, حرية التعبير وطرح ومناقشة القضايا، وقبل كل ذلك نظام اجتماعى عادل.
مركز سواسية :الاعتداء على البهائيين انتهاك للحقوق والحريات الشخصية
No comments:
Post a Comment