: نشرت المصري اليوم للدكتور يحيى الجمل
منذ أيام قليلة احتفلت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بمرور خمسة وعشرين عاماً علي تأسيسها، والمفارقة التي تستحق التوقف عندها أن مؤسسي المنظمة منذ خمسة وعشرين عاماً عندما عقدوا العزم علي تأسيسها لم يجدوا قطراً واحداً من الأقطار العربية يسمح لهم أن تستقر المنظمة علي أرضه أو أن يعلن تأسيسها منه. ولما ضاقت علينا الأرض العربية بما رحبت ذهبنا إلي مدينة ليماسول في قبرص ومن هناك أعلنا قيام المنظمة العتيدة، واليوم نحتفل وفي القاهرة بعيدها الفضي.
كان غريباً وعجيباً أنه عندما تقدمت المنظمة في العام ١٩٨٧ لعضوية المجلس المذكور أيدتها الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس وعارضتها الدول العربية الأعضاء فيه: العراق وسوريا والجزائر وسلطنة عمان. وقد علقت صحيفة «نيويورك تايمز» بتاريخ ٥ مارس ١٩٨٧ علي ذلك الموقف من الحكومات العربية بقولها في سخرية واضحة: «إن ممثلي الدول العربية -في مظهر نادر للوحدة- قد رصوا صفوفهم لمقاومة اعتراف المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان».
No comments:
Post a Comment