Sunday, January 27, 2008

كيفية تطوير الخطاب الديني وكيف نبني الدولة الحديثة؟سؤال من د. حسن حنفي

الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة، عن واقع الحال المصري في الندوة التي أقيمت أمس الأول، في معرض الكتاب تحت عنوان «أسئلة النهضة العربية علي مدي قرنين... لماذ تتكرر؟ ». وقال حنفي إن هناك ثلاثة أسئلة لا تزال تبحث لنفسها عن إجابة منذ أكثر من مائتي عام، السؤال الأول عن كيفية تطوير الخطاب الديني؟ أما السؤال الثاني فهو كيف نبني الدولة الحديثة؟ وينحصر السؤال الثالث في كيف نفكر تفكيرًا عمليا؟ وأضاف حنفي أن عددًا كبيرًا من المفكرين المصريين والعرب قضوا وقتًا طويلاً في البحث عن إجابة لهذه الأسئلة علي مدار قرنين من الزمان

يوضح حضرة عبدالبهاء أن قلة التدين الحقيقي وفقر ثقافة الجمهور هي " العلّة العظمى للجور والفتور وعدم العدل والإنصاف أو انتظام الأمور". ثم يبين صفات العالم المؤمن الكامل الذي بإمكانة قيادة الأمة نحو التقدم

العلم والفضل هما أوّل صفة من صفات الكمال، والجهة الجامعة لهذا المقام الأعظم الأقوم هي الوقوف التّامّ على غوامض المسائل الإلهيّة، والإحاطة بحقائق حكم القرآن السّياسيّة الشّرعيّة، ومحتويات سائر الكتب السّماويّة، والإلمام بضوابط ترقّي الملّة الباهرة وروابط تمدّنها، والاطّلاع على القوانين والأصول والرّسوم والأحوال والأطوار والقوى الماديّة والأدبيّة العاملة لدى الملل الأخرى في العالم السّياسيّ وفي الفنون العصريّة النّافعة وجامعيّتها، والتّتبّع في الكتب التّاريخيّة للملل والدّول في العصور السّالفة. ذلك لأنّه لو لم يقف العالم على محتويات الكتب المقدّسة، ولم يحط بالحكمة الإلهيّة والطّبيعيّة والعلوم الشّرعيّة والفنون السّياسيّة والمعارف العصريّة، ولم يطّلع على وقائع القرون السّالفة العظيمة عند الملل والدّول سيبقى عاجزًا حينما تستدعي الضّرورة، وهذا مناف لصفة الجامعيّة

وأمّا الصّفة الثّانيّة من صفات الكمال فهي العدل وإحقاق الحقّ، وهو عدم الالتفات إلى المنافع الذّاتيّة والفوائد الشّخصيّة والالتزام بها، وإجراء أحكام الحقّ بين الخلق دون التّحيّز إلى جهة من الجهات، واعتبار الإنسان نفسه كالآخرين عبدًا من عباد الغنيّ المطلق، وعدم انفراده بامتياز ما في أمر من الأمور عن الجمهور إلاّ في الامتياز المعنويّ واعتبار ما هو خير النّاس جميعًا خير نفسه، وبالاختصار اعتبار الهيئة العامّة بمنزلة الشّخص الواحد، واعتبار النّفس ذاتها عضوًا من أعضاء هذه الهيئة الممثّلة، واليقين المبين بأنّ ألم أيّ جزء وتأثّره إنّما هو سبب تألّم كلّ أجزاء الهيئة.

وأمّا الصّفة الثّالثة من صفات الكمال فهي الاهتمام في تربية الجمهور بصدق الطّويّة وخلوص النّيّة، وبذل الجهد البليغ والسّعي الحثيث في تعليم المعارف العامّة، وتدريس العلوم النّافعة، والحضّ على مواكبة التّرقّيات العصريّة، والتّحريض على توسيع نطاق الصّنائع والتّجارة، والتّرغيب في اتخاذ الوسائل الّتي بها تزداد ثروة أهل المملكة، وذلك لأنّ النّاس عامّة لا علم لهم بهذه الأمور الهامّة الّتي فيها البرء المباشر لعلّة الهيئة الاجتماعيّة

أمّا بقيّة الصّفات الكماليّة فهي خشية الله ومحبّة الله في محبّة عباده، والحلم والسّكون والصّدق وحسن السّلوك والرّحمة والمروءة والجلد والشّجاعة والثّبات والإقدام والجهد والسّعي والكرم والبذل والوفاء والصّفاء والغيرة والحميّة والهمّة والنّخوة ومراعاة الحقوق وأمثال ذلك، وفاقد هذه الأخلاق الحسنة الإنسانيّة يعتبر ناقصً....

،لأن المقصد الأصليّ من بسط القوانين العظمى، والمطلب الكلّيّ لوضع أصول التمدنّ القويمة وأساسه المتين هو السعادة البشرية وما السعادة البشرية إلاّ في التّقرّب إلى الله، والعمل من أجل راحة عموم بني الإنسان واطمئنانهم من أعلاهم حتّى أدناهم. ووسائل هذين المقصدين العظيمين هي الأخلاق الإنسانية الحسنة، فالتمدن الصوريّ من دون التّمدّن الخلقيّ هو أضغاث أحلام، كما يعدّ الصفاء الظّاهر من دون الكمال الباطن «كسراب بقيعة يحسبه الظّمآن ماء». ذلك لأن النتيجة المتوخّاة -وهي رضاء الباري وراحة الناس واطمئنانهم- عبدالبهاء-سرالمدنية الإلهية

No comments: