أعجبنا ما قاله عبدالبهاء عباس في كتابه "سر المدنية الألهية" عن بداية تمدن الغرب فقررنا أن ننشر أجزاء منه لنفتح باب المناقشة معك عزيزنا القارئ:
"... ولقد بدأ تمدّن أوروبّا في القرن السّابع الهجريّ، وتفصيل ذلك أنه في أواخر القرن الخامس الهجريّ أخذ البابا رئيس الملّة المسيحيّة يصرخ ويشكو من استيلاء المسلمين على مقامات النّصارى المقدّسة كبيت المقدس وبيت لحم والنّاصرة، وارتأى أن يحرضّ جمهور ملوك أوروبّا وأهلها ويحثهم على الجهاد والحرب الدّينيّة، وبلغ حنينه وأنينه وصريخه مبلغًا قامت له كلّ ممالك أوروبّا، وعَبَر الملوك الصّليبيون في جحافلهم الجرّارة من خليج القسطنطينيّة وتوجهوا إلى قارّة آسيا. وكان الخلفاء العلويون يحكمون مصر وبعض بلاد المغرب آنذاك، وكان السّلاجقة الحاكمون في برّيّة الشّام منقادين في أكثر الأوقات لحكمهم. ومجمل القول فإنّ ملوك أوروبّا هاجموا برّيّة الشّام ومصر بجموع لا عدّ لها ولا حصر، واستمرّت الحرب بين ملوكها وملوك أوروبّا ثلاث سنوات ومائتي سنة، وكان المدد يأتي من أوروبّا دائمًا، وكان ملوك الفرنجة يستولون على كلّ قلعة من قلاع سوريا مرارًا وتكرارًا ثم يستردّها ملوك المسلمين من أيديهم. وظلّ الأمر كذلك حتّى طرد الملك النّاصر صلاح الدّين الأيوبيّ في سنة ستّمائة وثلاث وتسعين للهجرة ملوك أوروبّا وجنودها من ممالك برّيّة الشّام وسواحل مصر، فعادوا إلى أوروبّا يائسين منكوبين، ولقد هلك مئات الألوف من النّاس في هذه الحروب المعروفة بالحروب الصّليبيّة.
"... ولقد بدأ تمدّن أوروبّا في القرن السّابع الهجريّ، وتفصيل ذلك أنه في أواخر القرن الخامس الهجريّ أخذ البابا رئيس الملّة المسيحيّة يصرخ ويشكو من استيلاء المسلمين على مقامات النّصارى المقدّسة كبيت المقدس وبيت لحم والنّاصرة، وارتأى أن يحرضّ جمهور ملوك أوروبّا وأهلها ويحثهم على الجهاد والحرب الدّينيّة، وبلغ حنينه وأنينه وصريخه مبلغًا قامت له كلّ ممالك أوروبّا، وعَبَر الملوك الصّليبيون في جحافلهم الجرّارة من خليج القسطنطينيّة وتوجهوا إلى قارّة آسيا. وكان الخلفاء العلويون يحكمون مصر وبعض بلاد المغرب آنذاك، وكان السّلاجقة الحاكمون في برّيّة الشّام منقادين في أكثر الأوقات لحكمهم. ومجمل القول فإنّ ملوك أوروبّا هاجموا برّيّة الشّام ومصر بجموع لا عدّ لها ولا حصر، واستمرّت الحرب بين ملوكها وملوك أوروبّا ثلاث سنوات ومائتي سنة، وكان المدد يأتي من أوروبّا دائمًا، وكان ملوك الفرنجة يستولون على كلّ قلعة من قلاع سوريا مرارًا وتكرارًا ثم يستردّها ملوك المسلمين من أيديهم. وظلّ الأمر كذلك حتّى طرد الملك النّاصر صلاح الدّين الأيوبيّ في سنة ستّمائة وثلاث وتسعين للهجرة ملوك أوروبّا وجنودها من ممالك برّيّة الشّام وسواحل مصر، فعادوا إلى أوروبّا يائسين منكوبين، ولقد هلك مئات الألوف من النّاس في هذه الحروب المعروفة بالحروب الصّليبيّة.
وخلاصة القول إنّه منذ سنة تسعين وأربعمائة للهجرة حتّى سنة ثلاث وتسعين وستّمائة للهجرة كان ملوك أوروبّا وقوّادها ووجهاؤها يتردّدون بلا انقطاع على برّيّة الشّام ومصر، فلما عادوا جميعًا نهائياً نقلوا إلي أوروبا ما شاهدوه طّوال مائتي سنة ونيف من السّياسة والمدنيّة والمعارف والمدارس والمكاتب وعادات الممالك الإسلاميّة المستحسنة ورسومها وكان ذلك بداية تمدّن أوروبا..." سر المدنية الألهية - عبد البهاء عباس
ما مفهومك عزيزنا القارئ عن الحضارة عامة؟ والحضارة الأسلامية خاصة؟؟؟؟؟؟
No comments:
Post a Comment