فكرة صائبة جدا تلك التي خرجوا بها علينا أخيرا بأن يكتب في خانة الديانة ببطاقة كل مسلم انتقل إلي الدين المسيحي أنه «مسلم سابقا»، ألا يكتب علي لافتات الشوارع اسمها الحالي واسمها السابق أيضا، فيقال شارع كامل الشناوي «النباتات سابقا» أو شارع سيزوستريس «النهوند سابقا»؟ فما الفرق بين المواطنين في دولة عظيمة مثل دولتنا ولافتات الشوارع؟
في الوقت الذي أصبحت الدول الديمقراطية المتخلفة لا تسأل أي مواطن عن ديانته، واختفت تماما خانة الديانة من بطاقات الهوية في الغرب، وأصبح بمقدور أي مواطن أن يقاضي أي جهة حكومية أو غير حكومية، إذا أصرت علي معرفة عقيدته ويحكم له بأكبر التعويضات، فإن المحكمة عندنا أصدرت حكما ليس فقط بالالتزام بتحديد ديانة كل مواطن، وإنما أيضا بإضافة الديانة السابقة إذا كانت هي الإسلام.
علي أن الإصرار علي لفت نظر كل من ينظر في بطاقة المسلم المتنصر إلي أن حاملها هو «مسلم سابقا» ما هو إلا تمسك محمود من جانب الدولة بهذا المواطن، باعتباره كان مسلما في يوم من الأيام، كما أنها حماية له أيضا من موظفي الدولة، سواء في أقسام البوليس أو في مصلحة الشهر العقاري أو المرور، والذين قد يتصورون أنه مسيحي أبا عن جد، فيعاملونه أسوأ مما يعاملون المسلمين، كأن يلطعونه ثلاث ساعات مثلا قبل قضاء مصالحه، بينما لا تتعدي الفترة التي يلطعون فيها بقية المواطنين الساعتين أو الساعتين والنصف علي أكثر تقدير، أما في أقسام البوليس فلا تفرقة علي الإطلاق بين مسلم ومسيحي فكلهم أمام القدر سواء.....مختصر.
No comments:
Post a Comment