Friday, May 15, 2009

البهائية ووحدة الجنس البشرى


          يحدثنا حضرة ولي أمر الله عن ظاهرة البلوغ العقلي والروحي والنضج العضوي للجامعة البشرية بأسرها فيتفضل مبينا :

" لم تكن رسالة بهاء الله سوى الوصول إلى كعبة هذا الاتحاد العقلي والروحي لكافة أهل العالم ، ويجب علينا إذا كنا لتعاليمه مخلصين أن نعتبر ظهورها وسيرها رمزا على بلوغ الجنس البشري قاطبة ولا يجوز أن ننظر إليها أنها مجرد مظهر من مظاهر الانتعاش الروحي الذي يصيب بني الإنسان في حظه المتغير، أو كونها مرحلة أخرى من سفر الوحي المضطرد أو اعتبارها بمثابة ختم لدورات النبوة ، بل يجب أن ننظر إليها بأنها رمز المرحلة الأخيرة والعليا لسفر التطور الهائل للحياة الإنسانية الجامعية على الأرض ." الكشف عن المدنية الإلهية ص 6


 تفضل حضرة عبد البهاء فبين بأن هناك شموع سبعة يجب أن تنير الطريق أمام الوحدة الشاملة للجنس البشري هي . 

الشمعة الأولي : " الوحدة السياسية " وهي التي نراها الآن تنير الطريق أمام مجموعات من الأمم تتكتل مع بعضها البعض لبرم مواثيق متنوعة من التعاون السياسي والمالي والتجاري والتعليمي وغيرها كخطوة أولي نحو وحدة تكبر يوما فيوم حتى تشمل العالم بأسره. ولعل أكبر مثال على ذلك الوحدة الأوربية الآخذة في الاتساع يوما بعد يوم.

الشمعة الثانية : " وحدة الآراء"  وهذه ظاهرة واضحة يتميز بها وقتنا هذا ولعل أكبر مشهد لها هو ما يدور تحت قبة هيئة الأمم المتحدة وانعقاد مؤتمرات عالمية تناقش مواضيع تهم الجنس البشري بأسره، مثل موضوع البيئة والمرأة والطفل والسلام ونزع السلاح وغيرهما.

الشمعة الثالثة : " وحدة الحريات"  وقد بدأت هذه الوحدة بتحرير جميع شعوب العالم من الاستعمار الذي كان باركا على صدرها أحقابا من الزمان . وقد نشرت هيئة الأمم المتحدة في الأربعينات من هذا القرن وثيقة فريدة من نوعها لحقوق الإنسان تكفل فيها جميع أنواع الحريات الفردية وثقتها جميع أمم العالم . وقد توسعت مساحة الحريات خلال هذا العقد من الزمان وظهرت مفاهيم جدية لها تحرر عقول البشر من إثر النقليات والدجميات البشرية التي كانت سببا في التعوق الفكري والروحي، والنزاعات بين سكان هذا الكوكب.

   الشمعة الرابعة : "الوحدة الدينية" التي وصفها حضرة عبد لبهاء بأنها "أس الأساس".                                    يبدوا هذا النوع من الوحدة، في يومنا هذا والصراعات الدينية في حالة غليان وتفجر بعيد المنال، وذلك بسبب تلك السحب القاتمة من التعصب  والتطرف الديني التي تغطي بلاد العالم، لا فرق في ذلك بين  مجتمعات مسلمة أو مسيحية أو يهودية أو هندوسية أو حتى بوذية.  

               ولكن دوام الحال من المحال. فكم من أزمات عويصة مرت على العالم وهدت سلامته وأمنه، وانقطع كل أمل في نزع فتيلة ، وفجأة انقشعت سحابة اليأس وأشرقت شمس الأمل والتفاؤل. والجديد بالذكر، أنه قد حدث في العقد الأخير من القرن الماضي لقاءات عديدة بين زعماء جميع الأديان في العالم، وأخذ الحوار بينهم يسير في الاتجاه الصحيح. فعقدوا العزم على نزع الخصومات والتنافر بين أتابعهم ، وغرس بذور التفاهم والمحبة والوفاق فيما بينهم. ونتيجة للمبادرات الإيجابية التي قدمها بعض رؤساء الأديان، شكل برلمان عالمي يضم جميع الفرق الدينية في العالم.     

 يعقد هذا البرلمان، الفريد من نوعه، جلساته سنويا في مختلف دول العالم لخلق التسامح والتقارب بين أتباع جميع الأديان.

الشمعة الخامسة : "وحدة الأوطان" وهي التي أكد حضرة عبد البهاء أن ضيائها سوف يعم 

                        العالم قبل نهاية هذا القرن حيث " لا فرق بين عربي أو عجمي إلا بالتقوى" .

الشمعة السادسة : "وحدة الجنس البشري" والتي عندها يصبح العالم جنسا واحدا        

                  "لا ترى في خلق الرحمن من تفاوت .

الشمعة السابعة: هي "وحدة اللسان" التي هي علامة من علامات بلوغ الجنس البشري.

 خاطب حضرة بهاء الله حكام العالم في أم كتابه بقوله الحلي:

" يا أهل المجالس في البلاد اختاروا لغة من اللغات ليتكلم بها من على الأرض  وكذلك من الخطوط إن الله يبين لكم ما ينفعكم ويغنيكم عن دونكم إنه لهو الفضال العليم الخبير. هذا سبب الاتحاد لو أنتم تعلمون . والعلة الكبرى للاتفاق والتمدن لو أنتم تشعرون . إنا جعلنا الأمرين علامتين لبلوغ العالم الأول هو الأساس الأعظم نزلناه في ألواح أخري والثاني في هذا اللوح البديع.”

           يحدثنا حضرة ولي أمر الله عن فعالية الكلمة الإلهية و وحدة العالم الإنساني قائلا:

" وأسس (حضرة بهاء الله) في جامعة بني آدم على الأساس المتين الرزين وحدة نوع البشر السياسية والدينية والجنسية والاقتصادية والاجتماعية التي هي من علامات بلوغ العالم ومن أعظم البشارات المصرح بها في الصحف الإلهية النازلة في الأدوار السابقة ومحور التعاليم المقدسة في هذا اليوم العظيم - تلك الوحدة التي تعد أشرف ثمرات العصر الذهبي من الدورة الأولي للكور البهائي ، مقدمة تأسيس المدنية اللاشرقية ولا غربية ، وذلك حتى يفوز العالم المليء بالفتن والاضطرابات بالطمأنينة الحقيقية . وتتحرر القلوب من قيد الهموم و الغموم وتنجو من المحنة العظمي والبلية الكبرى ويصبح عالم الناسوت مجلي الملأ الأعلى و مرآة العالم الاسمي وجزء من الفردوس الأبهى بقوة اسمك الأعظم الجاري في حقائق الكائنات الساري في هوية الممكنات . إنك أنت المغيث وأنك أنت المجير وإنك أنت السميع البصير والمقتدر القدير . "    من كتاب من أحيا نفسا لشوقى روحانى

No comments: