إلى الذين يشكون من قسوة عملية التطهير التي تتولاها "الخطة إلهية الكبرى"، يتفضل حضرة ولي الأمر فيبين أن عملة التطهير والإعداد أمر لازم للبشرية كي تتخلص ، من ناحية، من دنس الأصنام الجامدة من النظم و العقائد التي تقوم على عبادتها دون وعي أو إدراك. ومن الناحية الأخرى، تنضّج العالم روحيا وفكريا، وتجعله قادرا على القيام بعملية توحيد شعوبه وقبائله، وإحلال الأمن والسلام في العالم،.... فيقول :
" يبدو أنك تشكو من الكوارث والنكبات التي ألمت بالبشرية. إن مرحلة التطهير أمر لا مفر منه أثناء التطور الروحاني للإنسانية، لأنه خلال المرور بهذه المرحلة تظهر الاحتياجات المادية، المبالغ فيها، على حقيقتها. وما لم يتعلم المجتمع أن يولي أهمية أكبر للمسائل الروحانية، فإنه لن يكون لائقا للولوج إلى العصر الذهبي الذي بشر به حضرة بهاء الله. فالكوارث الحالية جزء من عملية التطهير هذه، وخلال هذه الكوارث وحدها يتعلم الإنسان درسه. فهي تعلم الأمم بأن عليهم أن ينظروا للأشياء نظرة عالمية. كما تجعل الفرد يولي أهمية أكبر لصحته الروحانية بدلا صحته الجسمانية. وفي خضم عملية التطهير هذه، وعندما تكون البشرية جمعاء في خضم معاناة شديدة قاسية، لا يظن البهائيون أنهم في منى عن مكروه ولن يصيبهم شيء. فإذا نظرنا إلى القشة الموجودة في أعيننا، فإننا سوف ندرك على الفور أننا نحن أيضا مقصودين بهذه المعاناة. نحن الذين ندعي بأننا وصلنا. فإن مثل هذه الأزمات العالمية ضرورية لتنبيهنا إلى أهمية واجبنا للقيام بالمهمة الموكولة إلينا. فالمعاناة سوف تزيد من طاقتنا لنهيئ للبشرية الطريق نحو الخلاص، وسوف توقظنا من رقدتنا، لأننا متخلفون عن القيام بما في وسعنا القيام به وإيصال الرسالة التي ائتمنا عليه......من كتاب من أحيا نفسا لشوقى روحانى
No comments:
Post a Comment