من كتاب "من أحيا نفسا" للحبيب الفاضل شوقى ر.
"دعنا نتأمل في النموذج الكامل والشامل الذي اتبعه حضرة بهاء الله في اللوح المبارك الذي أرسله إلى الملكة فكتوريا، ملكة الإمبراطورية البريطانية، والذي فيه يشخص مرض العالم ويقدم مبدأ وحدة البشر، إلى مجلس اللوردات في لندره بصورة خاصة، ومجالس الشورى في العالم بأسره، بصورة عامة، على أنه الدواء الأعظم لأمراض العالم ، ولا يكتف بهذا القدر فحسب، بل يحذرهم من الكذبة الذين نصبوا أنفسهم بأنفسهم أطباء لعلاج العالم، يقول وقوله الحق:
" يا أصحاب المجلس في هناك وديار أخرى تدبروا وتكلموا في ما يصلح به العالم وحاله لو أنتم من المتوسمين، فانظروا العالم كهيكل إنسان أنه خلق صحيحا كاملا فاعترته الأمراض بالأسباب المختلفة المتغايرة وما طابت نفسه في يوم بل اشتد مرضه بما وقع تحت أطباء غير حاذقة الذين ركبوا مطية الهوى وكانوا من الهائمين، وإن طاب عضو من أعضاءه في عصر من الأعصار بطبيب حاذق بقيت أعضاء أخرى في ما كان عليه، كذلك ينبئكم العليم الخبير، واليوم نراه تحت أيدي الذين أخذهم سكر خمر الغرور على شأن لا يعرفون خير أنفسهم فكيف هذا الأمر الأوعر الخطير، إن سعى أحد من هؤلاء في صحته لم يكن مقصوده إلا بان ينتفع به إسما كان أو رسما لذا لا يقدر على برئه إلا على قدر مقدور، والذي جعله الله الترياق الأعظم والسبب الأتم لصحته هو اتحاد من علي الأرض على أمر واحد وشريعة واحدة ، هذا لا يمكن أبدا إلا بطبيب حاذق كامل مؤيد لعمري هذا لهو الحق وما بعده إلا الضلال المبين، كلما أتى ذاك السبب الأعظم وأشرق ذاك النور من مشرق القدم منعه المتطببون وصاروا سحابا بينه وبين العالم لذا ما طاب مرضه وبقى في سقمه إلى حين، إنهم لم يقدروا على حفظه وصحته والذي كان مظهر القدرة بين البرية منع عما أراد بما اكتسبت أيدي المتطببين ..." بهاء الله
No comments:
Post a Comment