الإسلام متسامح، والذين يحتكرون الحديث باسمه متعصبون غير متسامحين، فإذا صدقنا هؤلاء أو تركناهم يكتبون الدستور كما يشاؤون فكيف نتعامل مع البهائيين فى مصر؟ وكيف يتعامل الإيرانيون مع المجوس فى إيران؟ وكيف يتعامل السوريون واللبنانيون مع العلويين والدروز فى سوريا ولبنان؟ وإذا كانت الوحدة العربية مطلباً من مطالبنا كما جاء فى الدستور كيف نعيش مع أصحاب هذه الديانات والمذاهب فى كيان سياسى واحد؟ ألاّ يكون الدستور بهذه المواد المختلفة مليئاً بالتناقضات؟
وما الذى نعرفه عن البهائيين، أو بلأحرى ما الذى نأخذه عليهم؟
لقد نظرت فى بعض الموسوعات العربية فوجدت أن البهائية مذهب دينى أسسه رجل يسمى بهاء الله متأثراً بالشيعة- والصوفية وبمذاهب أخرى، وفيه أن الله يعرف نفسه للإنسان بواسطة الأنبياء الذين يظهرون على مر العصور والأجيال، إبراهيم، وموسى، وداوود، وعيسى، ومحمد، والباب، وبهاء الله، والبهائيون يعتقدون إذن بوحدة الأديان وبتربية تقوى فى الإنسان ما هو مشترك بين البشر، وبالسلام فى الأرض، وبالمساواة بين الرجل والمرأة، وبضرورة العمل من أجل الوصول للغة عالمية ويؤكدون على بساطة العيش وتقديم العون للمعذبين. بأى منطق إذن نتجاهل أصحاب هذه العقيدة ونتعصب ضدهم ونحرمهم من حقوقهم الطبيعية وحقوقهم الدستورية؟ التى كانوا يتمتعون بها قبل أن يصبح الدين تجارة؟
والكثيرون لا يعرفون أن البهائية دخلت مصر فى أواسط القرن التاسع عشر، وأنها كانت حتى ستينيات القرن الماضى عقيدة معترفاً بها، وأن البهائيين لهم معبد فى القاهرة يمارسون فيه شعائرهم، وأن الدولة كانت ترسل إليهم من يشاركهم الاحتفال بأعيادهم الدينية لكن المتاجرين بالدين قرروا أن يخرجوا البهائية من قائمة الديانات المسموح باعتناقها فى مصر.
إن الذى يحرم البهائى من حقه يحرم كل المصريين من حقوقهم لأن كل مصرى هو كل المصريين!